ان الفكرة تأتي من موقف معيين و هي قصة بداية أرنوبة و دبدوب
التي قالها السيد/ خالد الحداد, مؤسس صالون ارنوبه ودبدوب:
كنت جالسا في محل حلاق للرجال وكان المحل مليئا بالدخان في يوم حار من أيام الصيف وخطرت لي فكرة فقد كنت جالسا في كرسي حلاقة من الطراز القديم محاولا تجنب سماع الضوضاء المحيطة بي من كل صوب ومتمنيا أن ينتبه الحلاق العجوز ويركز اهتمامه لكي لا يتسبب في جرحي وعند ذلك سمعت صرير الباب وهو ينفتح بينما كان ولد صغير يدفع به إلى الداخل وتبدو عليه علامات الخوف الشديد.
وبرغم عبق الدخان الكثيف وعبق الروائح المستخدمة بعد الحلاقة وبرغم الضوضاء والثرثرة استطعت أن اسمع همس أم هذا الطفل وهي تعطي التعليمات عن كيفية حلاقة شعره وتطلب من أي شخص لفتت انتباهه أن يعتني بابنها الصغير.
كان الطفل يتحرك ببطء في داخل المحل حتى وصل إلى مكان الانتظار وجلس هناك بينما كانت عيناه تلمع لرؤية منظر والدته وهي تخطو أمام المحل ذهابا وإيابا وتشعر بالخوف لترك طفلها وحيدا وتشعر أنها ليست موضع ترحيب في بيئة غير مناسبة لها وغير مناسبة لطفلها.
وبينما كنت جالسا هناك واشعر بالتعاطف معها ومع ذلك الولد الصغير وأتساءل عن نوعية مشاعر هذا الولد, كنت أيضا أفكر وأتخيل كيف يبدو الأمر بالنسبة إلى فتاة صغيرة تقوم بتصفيف شعرها والتي قد تكون في موقف مشابه وتتواجد في مكان ليس معدا للفتيات الصغيرات ويقوم بتصفيف الشعر مصفف للشعر غير مؤهل وغير مستعد نفسيا للتعامل مع الشعر الرقيق لفتاة صغيرة.
وقد خطرت لي فكرة وجود حلاق للأطفال فقط. لماذا لا نعد مكانا خاصا لحلاقة الأطفال. مكان يشعر فيه الطفل أنه طفل, مكان يستطيع الوالدين الجلوس فيه في جو نظيف وصحي ويعلمون أن طفلهم يتم حلاقة شعره أو تصفيفه بواسطة حلاق مهني تم تدريبه بشكل خاص للتعامل مع الأطفال والأطفال الذين يتعلمون المشي.